تستعد الشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) في قادم السنوات الى اعتماد تعريفات لاستهلاك الكهرباء حسب الأوقات من خلال اعتماد تعريفة نهارية وتعريفة ليليلة وخاصة في فترة ذروة الطلب على الكهرباء في فصل الصيف اين يرتفع الطلب على الكهرباء بشكل كبير. ومن المنتظر ان تنطلق التطبيق الرسمي للمشروع في عام 2025 بطريقة نموذجية على الحرفاء المنزليين الراغبين في الانخراط في المشروع.
وفي هذا السياق أطلقت الشركة التونسية للكهرباء والغاز، في شهر فيفري الجاري، مشروعا نموذجيا "ديسبوفلاكس" سيمكن الحريف من مراقبة استهلاكه للكهرباء في المنزل بصفة آنية عبر تطبيقة على الهاتف الذكي تم اعداها للغرض. وستمكن هذه التجربة التي ستستغرق عاما كاملا من تحديد أوقات الذروة لترشيد استغلال التجهيزات المنزلية وبالتالي الضغط على الفاتورة بأكثر من 10 بالمائة.
وأوضح المدير المركزي بالشركة التونسية للكهرباء والغاز، جمعة السويسي، في تصريح "للبورصة عربي" ، على هامش دورة تدريبية نظمتها وزارة الصناعة والطاقة بالتعاون مع برنامج التعاون الألماني حول انتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة (من 13 الى 15 فيفري 2023)، أن مشروع "ديسبوفلاكس"، ، يهدف الى حثّ الحريف على التحكم في الطاقة ومراقبة حجم استهلاك التجهيزات المنزلية للكهرباء (المكيف والثلاجة والتلفاز والغسالة الأوتوماتيكية...) والتدخل عن بعد في حال عدم استغلالها لذلك بطريقة ناجعة.
ومن مزايا المشروع انه سيمكن الحريف من إطفاء او تشغيل المكيف او التلفاز عن بعد في حال ملاحظة عبر التطبيقة على الهاتف الذكي ارتفاع الاستهلاك ومتابعة بشكل حيني وآني للاستهلاك الجملي للكهرباء . وسيساعد المشروع النموذجي "ديسبوفلاكس" وفق المسؤول، الستاغ على تطوير توقعاتها للطلب على الكهرباء بالنسبة لهذه الفئة من الحرفاء المنزليين المرتبطة بشبكة الجهد المنخفض خلال السنوات القادمة.
وفسر السويسي أنه سيتم تركيز تجهيزات لدى عينة تضم 420 حريفا (شاركوا في استبيان الشركة سنة 2019) لقيس منحنى الحمل لكل أسرة ولكافة التجهيزات المنزلية وتحديد مختلف السلوكيات أثناء ذروة الطلب وخلال فترات الاستهلاك العادي.
وتابع بالقول، "قمنا حاليا بتركيز هذه التجهيزات لدى أكثر من 60 حريفا على ان يتم استكمال البقية مع موفى مارس 2023". وأضاف ان المرحلة القادمة من هذا المشروع ستشمل قطاع الخدمات، ومن ثم تعميم هذه التجربة وتمكين المواطنين من اقتناء التطبيقة وجهاز القيس المصنع من قبل شركة تونسية.
وأشار المسؤول الى فوز مشروع "ديسبوفلاكس" في مسابقة اقليمية، في مارس 2022، وهو المشروع التونسي الوحيد الذي صادقت عليه وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة وشاركت به الشركة التونسية للكهرباء والغاز.
وتمكنت الشركة من اقتناء التجهيزات اللازمة اثر حصولها على هبة من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بقيمة 200 ألف أورو (حوالي 640 مليون دينار).
مهدي الزغلامي
تم النشر في 22/02/2023
